فصل: قال حميدان دعاس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {ويوم نقول} أي واذكر يوم نقول، ويقرأ بالنون والياء، {وبينهم} ظرف، وقيل هو مفعول به: أي وصيرنا وصلهم إهلاكا لهم.
والموبق مكان وإن شئت كان مصدرا يقال وبق يبق وبوقا وموبقا، ووبق يوبق وبقا قوله تعالى: {مصرفا} أي انصرافا، ويجوز أن يكون مكانا: أي لم يجدوا مكانا ينصرف إليه عنها والله أعلم.
قوله تعالى: {من كل مثل} أي ضربنا لهم مثلا من كل جنس من الأمثال والمفعول محذوف، أو يخرج على قول الأخفش أن تكون من زائدة {أكثر شئ جدلا} فيه وجهان: أحدهما أن شيئا هنا في معنى مجادل، لأن أفعل يضاف إلى ما هو بعض له، وتمييزه بجدلا يقتضى أن يكون الأكثر مجادلا، وهذا من وضع العام موضع الخاص.
والثانى أن في الكلام محذوفا تقديره: وكان جدال الإنسان أكثر شئ ثم ميزه.
قوله تعالى: {أن يؤمنوا} مفعول منع {أن تأتيهم} فاعله، وفيه حذف مضاف: أي إلا طلب أو انتظار أن تأتيهم.
قوله تعالى: {وماأنذروا} {ما} بمعنى الذى، والعائد محذوف، و{هزوا} مفعول ثان، ويجوز أن تكون {ما} مصدرية.
قوله تعالى: {أن يفقهوه} أي كراهية أن يفقهوه.
قوله تعالى: {لو يؤاخذهم} مضارع محكى به الحال، وقيل هو بمعنى الماضي والوعد هنا يصلح للمكان والمصدر، والموئل مفعل من وأل يئل إذا لجأوا، ويصلح لهما أيضا.
قوله تعالى: {وتلك} مبتدأ، و{أهلكناهم} الخبر، ويجوز أن يكون تلك في موضع نصب يفسره المذكور، و{لمهلكهم} مفعل بضم الميم، وفتح اللام وفيه وجهان: أحدهما هو مصدر بمعنى الإهلاك مثل المدخل.
والثانى هو مفعول: أي لمن أهلك، أو لما أهلك منها، ويقرأ بفتحهما وهو مصدر هلك يهلك، ويقرأ بفتح الميم وكسر اللام وهو مصدر أيضا ويجوز أن يكون زمانا وهو مضاف إلى الفاعل ويجوز أن يكون إلى المفعول على لغة من قال هلكته أهلكه، والموعد زمان.
قوله تعالى: {وإذ قال} أي واذكر {لا أبرح} فيه وجهان: أحدهما هي الناقصة وفي اسمها وخبرها وجهان: أحدهما خبرها محذوف: أي لا أبرح أسير، والثانى الخبر {حتى أبلغ} والتقدير: لا أبرح سيرى، ثم حذف الإسم وجعل ضمير المتكلم عوضا منه، فأسند الفعل إلى المتكلم.
والوجه الآخر هي التامة، والمفعول محذوف أي لا أفارق السير حتى أبلغ، كقولك: لا أبرح المكان: أي لا أفارق {أو أمضى} في {أو} وجهان: أحدهما هي لأحد الشيئين: أي أسير حتى يقع إما بلوغ المجمع أو مضى الحقب.
والثانى أنها بمعنى إلا أن: أي إلا أن أمضى زمانا أتيقن معه فوات مجمع البحرين، والمجمع ظرف، ويقرأ بكسر الميم الثانية حملا على المغرب والمطلع.
قوله تعالى: {سبيله} الهاء تعود على الحوت، و{في البحر} يجوز أن يتعلق باتخذ، وأن يكون حالا من السبيل أو من {سربا}.
قوله تعالى: {أن أذكره} في موضع نصب بدلا من الهاء في أنسانيه: أي ماأنسانى ذكره، وكسر الهاء وضمها جائزان، وقد قرئ بهما {عجبا} مفعول ثان لاتخذ، وقيل هو مصدر: أي قال موسى عجبا، فعلى هذا يكون المفعول الثاني لاتخذ في البحر.
قوله تعالى: {نبغى} الجيد إثبات الياء، وقد قرئ بحذفها على التشبيه بالفواصل وسهل ذلك أن الهاء لا تضم هاهنا {قصصا} مصدر: فارتدا على المعنى، وقيل هو مصدر فعل محذوف: أي يقصان قصصا، وقيل هو في موضع الحال: أي مقتصين و{علما} مفعول به، ولو كان مصدرا لكان تعليما.
قوله تعالى: {على أن تعلمن} هو في موضع الحال: أي أتبعك بإذلالى، والكاف صاحب الحال، و{رشدا} مفعول تعلمن، ولا يجوز أن يكون مفعول علمت لأنه لا عائد إذن على الذى، وليس بحال من العائد المحذوف، لأن المعنى على ذلك يبرز والرشد والرشد لغتان وقد قرئ بهما.
قوله تعالى: {خبرا} مصدر، لأن تحيط بمعنى تخبر.
قوله تعالى: {تسألني} يقرأ بسكون اللام وتخفيف النون وإثبات الياء، وبفتح اللام وتشديد النون، ونون الوقاية محذوفة، ويجوز أن تكون النون الخفيفة دخلت على نون الوقاية، ويقرأ بفتح النون وتشديدها.
قوله تعالى: {لتغرق أهلها} يقرأ بالتاء على الخطاب مشددا ومخففا، وبالياء وتسمية الفاعل.
قوله تعالى: {عسرا} هو مفعول ثان لتزهق، لأن المعنى لاتولنى أو تغشني.
قوله تعالى: {بغير نفس} الباء تتعلق بقتلت أي قتلته بلا سبب، ويجوز أن يتعلق بمحذوف: أي قتلا بغير نفس، وأن تكون في موضع الحال: أي قتلته ظالما أو مظلوما، والنكر والنكر لغتان قد قرئ بهما، وشيئا مفعول: أي أتيت شيئا منكرا، ويجوز أن يكون مصدرا أي مجيئا منكرا.
قوله تعالى: {من لدنى} يقرأ بتشديد النون، والاسم لدن، والنون الثانية وقاية وبتخفيفها وفيه وجهان: أحدهما هو كذلك إلا أنه حذف نون الوقاية كما قالوا قدنى وقدى.
والثانى أصله ولد وهى لغة فيها، والنون للوقاية، و{عذرا} مفعول به كقولك: بلغت الغرض.
قوله تعالى: {استطعما أهلها} هو جواب إذا، وأعاد ذكر الأهل توكيدا {أن ينقض} بالضاد المعجمة المشددة من غير ألف، وهو من السقوط شبه بانقضاض الطائر، ويقرأ بالتخفيف على ما لم يسم فاعله من النقض، ويقرأ بالألف والتشديد مثل يحمار، ويقرأ كذلك بغير تشديد، وهو من قولك انقضاض البناء إذا تهدم، وهو ينفعل، ويقرأ بالضاد مشددة من قولك انقاضت السن إذا انكسرت {لتخذت} يقرأ بكسر الخاء مخففة، وهو من تخذ يتخذ إذا عمل شيئا، ويقرأ بالتشديد وفتح الخاء وفيه وجهان: أحدهما هو افتعل من تخذه.
والثانى أنه من الأخذ وأصله أيتخذ، فأبدلت الياء تاء وأدغمت، وأصل الياء الهمزة.
قوله تعالى: {فراق بينى} الجمهور على الإضافة، أي تفريق وصلنا، ويقرأ بالتنوين، وبين منصوب على الظرف.
قوله تعالى: {غصبا} مفعول له أو مصدر في موضع الحال، أو مصدر أخذ من معناه.
قوله تعالى: {مؤمنين} خبر كان، ويقرأ شاذا بالألف على أن في كان ضمير الغلام أو الشأن، والجملة بعدها خبرها.
قوله تعالى: {زكاة} تمييز، والعامل خيرا منه، و{رحما} كذلك، والتسكين والضم لغتان.
قوله تعالى: {رحمة من ربك} مفعول له أو موضع الحال.
قوله تعالى: {منه ذكرا} أي من إخباره، فحذف المضاف.
قوله تعالى: {مكنا له} المفعول محذوف: أي أمره.
قوله تعالى: {فأتبع} يروى بوصل الهمزة والتشديد، و{سببا} مفعوله، ويقرأ بقطع الهمزة والتخفيف، وهو متعد إلى اثنين أي أتبع سببا سببا.
قوله تعالى: {حمئة} يقرأ بالهمز من غير ألف، وهو من حمئت البئر تحمأ إذا صارت فيها حمأة، وهو الطين الأسود، ويجوز تخفيف الهمزة، ويقرأ بالألف من غير همز، وهو مخفف من المهموز أيضا، ويجوز أن يكون من حمى الماء إذا اشتد حره، كقوله تعالى: {نارا حامية} {إما أن تعذب} {أن} في موضع رفع بالابتداء، والخبر محذوف: أي إما العذاب واقع منك بهم، وقيل هو خبر: أي إما هو أن تعذب وإما الجزاء أن تعذب، وقيل هو في موضع نصب: أي إما توقع أن تعذب أو تفعل {حسنا} أي أمرا ذا حسن.
قوله تعالى: {جزاء الحسنى} يقرأ بالرفع والإضافة، وهو مبتدأ أو مرفوع بالظرف، والتقدير: فله جزاء الخصلة الحسنى بدل، ويقرأ بالرفع والتنوين، والحسنى بدل أو خبر مبتدأ محذوف، ويقرأ بالنصب والتنوين: أي فله الحسنى جزاء، فهو مصدر في موضع الحال: أي مجزيا بها، وقيل هو مصدر على المعنى: أي يجزى بها جزاء، وقيل تمييز، ويقرأ بالنصب من غير تنوين، وهو مثل المنون إلا أنه حذف التنوين لالتقاء الساكنين {من أمرنا يسرا} أي شيئا ذا يسر.
قوله تعالى: {مطلع الشمس} يجوز أن يكون مكانا، وأن يكون مصدرا، والمضاف محذوف: أي مكان طلوع الشمس.
قوله تعالى: {كذلك} أي الأمر كذلك، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف.
قوله تعالى: {بين السدين} بين هاهنا مفعول به، والسد بالفتح مصدر سد، وهو بمعنى المسدود، وبالضم اسم للمسدود، وقيل المضموم ماكان من خلق الله، والمفتوح ماكان من صنعة الآدمى، وقيل هما لغتان بمعنى واحد وقد قرئ بهما.
قوله تعالى: {يأجوج ومأجوج} هما اسمان أعجميان لم ينصرفا للعجمة والتعريف ويجوز همزهما وترك همزهما، وقيل هما عربيان، فيأجوج يفعول مثل يربوع، ومأجوج مفعول مثل معقول، وكلاهما من أج الظليم إذا أسرع، أن من أجت النار إذا التهبت، ولم ينصرفا للتعريف والتأنيث.
والخرج يقرأ بغير ألف مصدر خرج، والمراد به الأجر، وقيل هو بمنى مخرج، والخراج بالألف وهو بمعنى الأجر أيضا، وقيل هو المال المضروب على الأرض أو الرقاب.
قوله تعالى: {مامكنى فيه} يقرأ بالتشديد على الإدغام، وبالإظهار على الأصل و{ما} بمعنى الذي وهو مبتدأ، و{خير} خبره {بقوة} أي برجال ذى ذوى قوة أو متقوى به، والردم بمعنى المردوم به أو الرادم {آتونى} يقرأ بقطع الهمزة والمد: أي أعطوني، وبوصلها: أي جيؤنى، والتقدير: بزبر الحديد، أو هو بمعنى أحضروا لأن جاء وحضر متقاربان، و{الصدفين} يقرأ بضمتين، وبضم الأول وإسكان الثاني، وبفتحتين، وبفتح الأول وإسكان الثاني، وبفتح الأول وضم الثاني وكلها لغات، والصدف جانب الجبل {قطرا} مفعول آتونى ومفعول {أفرغ} محذوف: أي أفرغه، وقال الكوفيون: هو مفعول أفرغ، ومفعول الأول محذوف.
قوله تعالى: {فما اسطاعوا} يقرأ بتخفيف الطاء.
أي استطاعوا، وحذف التاء تخفيفا: ويقرأ بتشديدها وهو بعيد لما فيه من الجمع بين الساكنين.
قوله تعالى: {دكاء} ودكا قد ذكر في الأعراف.
قوله تعالى: {الذين كانت} في موضع جر صفة للكافرين، أو نصب بإضمار أعنى: أو رفع بإضمارهم. قوله تعالى: {أفحسب} يقرأ بكسر السين على أنه فعل {أن يتخذوا} سد مسد المفعولين، ويقرأ بسكون السين ورفع الباء على الابتداء، والخبر أن يتخذوا.
قوله تعالى: {هل ننبئكم} يقرأ بالإظهار على الأصل، وبالإدغام لقرب مخرج الحرفين، {أعمالا} تمييز، وجاز جمعه لأنه منصوب عن أسماء الفاعلين.
قوله تعالى: {فلا نقيم لهم} يقرأ بالنون والياء وهو ظاهر، ويقرأ يقوم، والفاعل مضمر: أي فلا يقوم عملهم أو سعيهم أو صنيعهم، و{وزنا} تمييز أو حال.
قوله تعالى: {ذلك} أي الأمر ذلك، ومابعده مبتدأ وخبر، ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ، و{جزاؤهم} مبتدأ ثان، و{جهنم} خبره، والجملة خبر الأول، والعائد محذوف: أي جزاؤهم به، ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ، وجزاؤهم بدلا أو عطف بيان، وجهنم الخبر، ويجوز أن تكون جهنم بدلا من جزاء أو خبر ابتداء محذوف، أي هو جهنم، و{بما كفروا} خبر ذلك، ولا يجوز أن تتعلق الباء بجزاؤهم للفصل بينهما بجهنم {واتخذوا} يجوز أن يكون معطوفا على كفروا، وأن يكون مستأنفا.
قوله تعالى: {نزلا} يجوز أن يكون حالا من جنات، ولهم الخبر، وأن يكون نزلا خبر كان ولهم يتعلق بكان أو بالخبر أو على التبيين.
قوله تعالى: {لا يبغون} حال من الضمير في خالدين.
والحلول مصدر بمعنى التحول.
قوله تعالى: {مددا} هو تمييز، ومدادا بالألف مثله في المعنى.
قوله تعالى: {إنما إلهكم} أن هاهنا مصدرية، ولا يمنع من ذلك دخول {ما}.
الكافة عليها، و{بعبادة ربه} أي في عبادة ربه، ويجوز أن تكون على بابها: أي بسبب عبادة ربه، والله أعلم. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة الكهف:

.[سورة الكهف: الآيات 1- 4].

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) ماكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)}.
{الْحَمْدُ} مبتدأ {لِلَّهِ} لفظ الجلالة مجرور باللام متعلقان بالخبر المحذوف والجملة ابتدائية {الَّذِي} اسم الموصول صفة للّه {أَنْزَلَ} ماض فاعله مستتر {عَلى عَبْدِهِ} متعلقان بأنزل {الْكِتابَ} مفعول به والجملة صلة {وَلَمْ} الواو عاطفة ولم جازمة {يَجْعَلْ} مضارع فاعله مستتر {لَهُ} متعلقان بيجعل {عِوَجًا} مفعول به والجملة معطوفة {قَيِّمًا} حال {لِيُنْذِرَ} اللام لام التعليل ومضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل وفاعله مستتر واللام وما بعدها متعلقان بأنزل {بَأْسًا} مفعول به ثان {شَدِيدًا} صفة {مِنْ لَدُنْهُ} متعلقان بينذر والهاء مضاف إليه {وَيُبَشِّرَ} مضارع منصوب فاعله مستتر {الْمُؤْمِنِينَ} مفعول به والجملة معطوفة {الَّذِينَ} اسم موصول في محل نصب صفة {يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ} مضارع مرفوع بثبوت النون وفاعله الواو والصالحات مفعوله المنصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة صلة {أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا} أن واسمها المؤخر ولهم متعلقان بالخبر المقدم {حَسَنًا} صفة وأن ما بعدها في محل نصب مفعول به ثان ليبشر {ماكِثِينَ} حال {فِيهِ} متعلقان بماكثين {أَبَدًا} ظرف زمان متعلق به أيضا {وَيُنْذِرَ} الواو عاطفة ومضارع فاعله مستتر والجملة معطوفة {الَّذِينَ} اسم موصول مفعول به {قالُوا} ماض وفاعله والجملة صلة {اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} ماض ولفظ الجلالة فاعله وولدا مفعوله والجملة مقول القول.